jeudi 31 décembre 2009

رحم الله وطني

لارغبة لي في افراغ منفضة السجائر رغم امتلائها الى حد الفيضان و ترتيب اشياء غرفتي المبعثرة منذ ايام

لارغبة لي في مراقصة قهوة الصباح و الابحار بين بعض الكلمات

فقط تهزني رغبة جامحة لتدخين سيجارة

اقسم بعد احتراقها ان تكون الاخيرة لكني ككل مرة احنث بقسمي و اشعل اخرى منتظرا في صمت احتراقها

لاقسم ثانية انها الاخيرة

تبدو الامور عبثية بعض الشيء و حالة الاختناق المفتعلة التي تسود البلاد منذ سنوات تحمل شعارا واحدا شعار المرحلة الراهنة "استهلك وسكر فمك"وسط هذا الكم الهائل من الاحباطات و المغالطات و المحرمات

فممنوع عليك ان تتحدث عن النظام او تلقي النظر حتى خلسة من تحت البساط الى الحديقة الخلفية للقصر

فالامر اصطبغ بالمقدس و اخذت الاشكال مضمونا لايمكن ان تتحمله و صار القائد اقدس من رسول ارسله الله رحمة للعالمين

من ذلك ان المواقع التي تثرثر بلا رادع عن نبي الرحمة و التي اختصت هذه الايام في شتمه و النيل منه تتجول في امن و حرية بعيدا عن مقص الرقيب

فالمخبرون لايهمم ان نبش احد في معتقد الاغلبية و كال الطعنات المدروسة القذرة الى رموزه

ومن هنا استحضر تلك الصور الكاريكاتورية عن نبي الرحمة التي و الي اليوم لم يمتد اليها مقص الرقيب

واقارنها بالمواقع التي حجبت و التي نالت من شخص القائد

الامر يبدو مثيرا لضحك عندما تحمل الاشياء اكثر من مضمونها وتصبح حالة الاختناق المفتعلة خبزا يوميا نغمسه بجراحنا و نستهلكه مكرهين

اليس شعار المرحلة اليوم "استهلك وسكر فمك"الم يكن بالامس"تضربولي عالطيارة"لكن قله هم من يدركون صعوبة الموقف و الهاوية التي نسير اليها مكرهين نتيجة خوف يسكن كلماتنا فتخرج الينا مرتعشة شاحبة خاوية من أي مضمون يستطيع رسم صورة عن فكرة واضحة

ربما لم يكفيهم الحجب و التحقيق حتى ارسلو الينا بطلا من ورق يصارع طواحين الهوى و ينتشي بمكاسب لاندري من اين جاءت

ربما كان يقصد مراكب الموت التي ابحرت تحت جنح الظلام يحملها ياس الشباب نحو غد افضل وانتهت الى قاع البحر و انتهى اصحابها طعاما للحيتان

او ربما عن طلاب الجامعات الذين يقبعون في نسيان داخل صقيع الاسفلت و يضاجعون السجون و الظلام

او ربما يتحدث عن حمالات الرافل و الاعتقالات العشوائية التي تذكرني بالحروب الصليبية في بيت المقدس قبل قرون وكلامهما متشابه و هدفه النيل من الكرامة

او ربما يتحدث عن الاعلام ودوره في نشرة الوعي في صفوف المجتمع المنخور الذي يسكنه الخوف و الكبت

بربكم مالكم كيف تفكرون ا بعبارات "كرمز اللذة الجنسية"والتخوين ينشر الوعي

ا بتحريض على القتل و استعمال مفردات الخشب يغرس الوعي ....ولئن سألتهم لاجبوك بصوت غوغائي واحد "استهلك وسكر فمك"

هذا ان لم تجد صورتك تتصدر احدى صحف البلاد تحت عنوان

الشرذمة الناعقة و المتمسحون

الويل لك اذا ان أنت فكرت يوما ولو بوحا في ان تخرج عن القطيع وتكسر عصى الراعي

كم هي مملة ايامنا بين الواقع و المنشود ...بن الرغبة و الحرام ...بن الوطن و الضياع

Aucun commentaire: