mercredi 13 janvier 2010

موانىء... صار للترقب معنى مرفأ ألوذ به و تدركه امكاناتي ملجأ لكلماتي النافرة

لست من هواة زيارة المقابر و البكاء على اموات لن يعدوا ابدا و الدعاء لهم بدخول جنة ربما لن ادخلها انا

لكن امام اصرار خالتي التي احبها كثيرا و لها في قلبي موقع امي ادامها الله ظلا يطوف حولي و يحمني على زيارة قبر جدتي التي لااذكر اني ذرفت دمعة واحدة على فراقها او فل نقل اني لااذكر ابدا اني بكيت احدا مات من قبل

كل ما اذكره اني تلقيت يومها اتصالا من اختي و الدموع تحبس كلماتها تخبرني فيه ان جدتي قد غادرت هذا العالم

ولازلت اذكر جيدا البرود الذي تعاملت فيه مع الخبر و لا ابالغكم القول حين اقول اني ظننتني صفرت لحنا عميقا كصافرات القطار لحظات الرحيل

وحتى حين حضرت دار العزاء كنت اصطنع الحزن ارضاءا لام حملتني في بطنها لتسع و لها في نفسي حب تذهل له المرضعات عمّ ارضعت يوما

واذكر ايضا تلك الصغيرة ....ريحانة عائلتنا و اخر العنقود تلك التي رحلت دون سابق اعلام ومضت بعيدا الى جنان الرحمان كما يقول ابي

ربما هو لم يقلها صراحة لكني ادركتها من شذى صوته الطيب وهو يتلو القران على روحها

كنت وقتها صغيرا لم اتجاوز الست حين اسلمت اختي كوثر روحها لبارئها و ولا اذكر ايضا اني بكيتها او ذرفت دمعة واحدة على فراقها

و من ثم مات جدي و مات اربع ابناء عم لي في عام واحد ومات خالي ايضا حتى ظننت ان العائلة كلها قررت الانتقال الى العالم الاخر في ثورة جماعية رافضة للحياة ومضربة عن الاشياء

لكني ايضا لااذكر اني بكيت على احدهم فالامر بالنسبة لي كان يخضع لنظام معين اشبه بنظام اداري لتنفيذ قرار ما

فالله يرسل امرا لاحد ملائكته بقبض روح احدهم فينفذ الملك الحكم الذي اصدره ربه و ربي وهكذا تسير الامور بلاتعقيدات و لا ساعات من الانتظار و لا حتى إخفاقات

وربما يكون مرد عدم بكائي تلك الطفولة التي علمني فيها الكبار ان الرجال لايبكون مهما يكون المصاب بل يواجهون الرياح واقفين كالاشجار الثابتة على ارض من الاسمنت فلا ريح تزحزحهم ولاهم يبكون مهما اشتد العصف

لكني كنت ارى اكثرهم في الزوايا المظلمة يبكون و اقسم اني رايت الحاج "عبد الصمد" الذي كان يضربني كلما لمح دموعي متبجحا بصوته الذي تفوح منه رائحة النفاق"لاتبكي يا محمد ...فالله لم يخلق رجالا يبكون..و خلق الدموع لنساء وربات الحجاب"

واكاد اقسم اني لمحت دموعه مرتين ..مرة حين هجرته الحاجة "راضية "زوجته رفقة بناته لفرط سوء معاملته لها ومرة حين اعتقل البوليس ابنه مكرم صاحب اللحية الموغلة في الطول

وبكى عبد الصمد الذي قال بان الله لم يخلق رجالا يبكون ولكن "عبد الصمد "رجل فمن خلقه ان كان الله لم يخلق رجالا يبكون

ومنذ ذاك الزمن و انا اخاف البكاء و الدموع خوفا من ان تفقدني لحظات التاثر التي غالبا ما تتبعها الدموع رجولتي

واظن ان الامر التصق بذاكرتي وتحجرت منابع الدموع في عيني فأسكنت فيهما شبحا للحزن لا يفارقهما

لاجل ذلك كان كل الذين يعرفونني يتسألون عن الحزن الساكن في عيني و الموغل في الغموض و الاشجان

...................

.....................

2 commentaires:

Unknown a dit…

أن تكون هذه الخاطرة بوحي من مرفئى و بعد العظيم كلاندو.. شكرا .. ولكنى من أكثر الناس بكاءا حتى أن لي قلبا رقيقا يبكيني حتى عند مشاهدة الصور المتحركة الحزينة .. لست غليظ القلب و لا تدري ما تفقد بعدم البكاءجنّبك العلي الأحزان

Moghrama a dit…

أتمنّى لك أن تبكيَ يوما فالبكاء راحة و خلاص