لارغبة لي في افراغ منفضة السجائر رغم امتلائها الى حد الفيضان و ترتيب اشياء غرفتي المبعثرة منذ ايام
لارغبة لي في مراقصة قهوة الصباح و الابحار بين بعض الكلمات
فقط تهزني رغبة جامحة لتدخين سيجارة
اقسم بعد احتراقها ان تكون الاخيرة لكني ككل مرة احنث بقسمي و اشعل اخرى منتظرا في صمت احتراقها
لاقسم ثانية انها الاخيرة
تبدو الامور عبثية بعض الشيء و حالة الاختناق المفتعلة التي تسود البلاد منذ سنوات تحمل شعارا واحدا شعار المرحلة الراهنة "استهلك وسكر فمك"وسط هذا الكم الهائل من الاحباطات و المغالطات و المحرمات
فممنوع عليك ان تتحدث عن النظام او تلقي النظر حتى خلسة من تحت البساط الى الحديقة الخلفية للقصر
فالامر اصطبغ بالمقدس و اخذت الاشكال مضمونا لايمكن ان تتحمله و صار القائد اقدس من رسول ارسله الله رحمة للعالمين
من ذلك ان المواقع التي تثرثر بلا رادع عن نبي الرحمة و التي اختصت هذه الايام في شتمه و النيل منه تتجول في امن و حرية بعيدا عن مقص الرقيب
فالمخبرون لايهمم ان نبش احد في معتقد الاغلبية و كال الطعنات المدروسة القذرة الى رموزه
ومن هنا استحضر تلك الصور الكاريكاتورية عن نبي الرحمة التي و الي اليوم لم يمتد اليها مقص الرقيب
واقارنها بالمواقع التي حجبت و التي نالت من شخص القائد
الامر يبدو مثيرا لضحك عندما تحمل الاشياء اكثر من مضمونها وتصبح حالة الاختناق المفتعلة خبزا يوميا نغمسه بجراحنا و نستهلكه مكرهين
اليس شعار المرحلة اليوم "استهلك وسكر فمك"الم يكن بالامس"تضربولي عالطيارة"لكن قله هم من يدركون صعوبة الموقف و الهاوية التي نسير اليها مكرهين نتيجة خوف يسكن كلماتنا فتخرج الينا مرتعشة شاحبة خاوية من أي مضمون يستطيع رسم صورة عن فكرة واضحة
ربما لم يكفيهم الحجب و التحقيق حتى ارسلو الينا بطلا من ورق يصارع طواحين الهوى و ينتشي بمكاسب لاندري من اين جاءت
ربما كان يقصد مراكب الموت التي ابحرت تحت جنح الظلام يحملها ياس الشباب نحو غد افضل وانتهت الى قاع البحر و انتهى اصحابها طعاما للحيتان
او ربما عن طلاب الجامعات الذين يقبعون في نسيان داخل صقيع الاسفلت و يضاجعون السجون و الظلام
او ربما يتحدث عن حمالات الرافل و الاعتقالات العشوائية التي تذكرني بالحروب الصليبية في بيت المقدس قبل قرون وكلامهما متشابه و هدفه النيل من الكرامة
او ربما يتحدث عن الاعلام ودوره في نشرة الوعي في صفوف المجتمع المنخور الذي يسكنه الخوف و الكبت
بربكم مالكم كيف تفكرون ا بعبارات "كرمز اللذة الجنسية"والتخوين ينشر الوعي
ا بتحريض على القتل و استعمال مفردات الخشب يغرس الوعي ....ولئن سألتهم لاجبوك بصوت غوغائي واحد "استهلك وسكر فمك"
هذا ان لم تجد صورتك تتصدر احدى صحف البلاد تحت عنوان
الشرذمة الناعقة و المتمسحون
الويل لك اذا ان أنت فكرت يوما ولو بوحا في ان تخرج عن القطيع وتكسر عصى الراعي
كم هي مملة ايامنا بين الواقع و المنشود ...بن الرغبة و الحرام ...بن الوطن و الضياع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire